ارشفه ايام زمان

مدونه صقر بابل

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

يوميات بانجو و روشنة

يوميات بانجو و رَوْشَنَة

المقامة الحلاَّقية


قال مدمن بن خرمان :
خرجت في ليلة مُدْلهَِِمَّة .. لأقف مع الأنيتم على (الإمَّة)*
وهذه عادتي منذ زمن طويل .. ولم أنقطع عنها إلا القليل
حيث أن البيت دمه ثقيل .. ولا يصلح إلا لهواة الجنزبيل
وأما أنا فدائماً مع شلة الهنا .. وشهرتي بانجو .. وأنتيمي رَوْشَنَة
ولم أنقطع عن الأنتيم أبداً .. ولا الأمس ولا اليوم ولا حتى غداً
فدائماً نحن على الإمَّة مُتَلطِّعون .. لا نخاف مخبراً ولا يحزنون
ولاعمل لنا إلا التشييش .. وضرب البانجو وشرب الحشيش
فوصلت للمكان كالمعتاد .. فلم أجد أحدا من الأولاد
فقلت فلأذهب إلى الحلاق .. لأحلق حتى يأتي الرفاق
وكان صديقي العزيز روشنة .. قد أعطاني (باكتـــَّة)* صغننة
فشربتها لأعدل المزاج .. لسهر الليل والابتهاج
وهذه أمور لا يعرفها الكثير .. ولا ينبئك مثل خبير
وبعد أن فارقت الحلاق .. ذهبت للأولاد في الزقاق
فوجدت الفريق في المكان المعهود .. غير أن روشنة غير موجود
ولم أر الأنتيخ ولا اللمبي .. فلعب الفأر في عبي
حيث وجدت القوم في وجوم .. ولم يردوا على السلام المعلوم
فسألت أين اللمبي وروشنة .. فإذا بأخبار آخر عكننة
وذلك أن هذه الكومبينة .. بعد سهرة الأمس المتينة
ساروا في الطريق وهم مساطيل .. يفعلون الأعاجيب والأفاعيل
فمروا على أحد الأفران .. فوقف روشنة كالسكران
وصاح في طابور المساكين .. إخرسوا يا مجرمين
ألا تعلمون من أنا .. أنا الصول روشنة
هاعلقكم كلكم يا غجر .. وأجركم في الطريق كالبقر
فخرج له الفران مهددا .. فسبه المسطول متوعدا
فأمسك الناس بتلابيبه .. وأقسموا أن لابد من تأديبه
فنال ما نال من التلطيش .. وسحبوه من قفاه إلى الشاويش
ومازال حتى الآن في التخشيبة .. حيث يفعلون به الأفعال المريبة
وأما عن اللمبي فحدث ولاحرج .. فقد جرى وسط الهرج والمرج
ووصل بالكاد إلى منزله .. فإذا برجل غريب في داخله
فأمسك بتلابيبه وقال يا لعين .. إلى متى تفعل الفعل المشين .. وتدخل البيوت كالمجرمين
وجره من قفاه كالذبيح .. فخرجت امرأته تولول وتصيح
فقال اخرسي فأنت طالق .. منذ متى تعشقين هذا المارق
وتدخليه البيت في غيابي .. لابد من طردك كالكلاب
فخرج الجيران مسرعين .. وأمسكوا صديقي المسكين
وأكثروا من شتمه وضربه.. ولطمه وصفعه وسبه
وقالوا له إلام يا ملعون .. تقتحم البيوت كالمجنون
وتأتي في الساعة المبكرة .. وتدخل الشقة المجاورة
وإذا به قد أخطأ العنوان .. ودخل مسطولاً على الجيران
وهو الآن في بيته ممدد .. وجسمه كاللحم المقدد
هذا ما كان من شأنهم .. ولابد أن تكون في عونهم
فصحت قائلا لا كنت أنا .. إن لم أحرر صاحبي روشنة
وانطلقت في طريقي هادرا .. إلى قسم الشرطة مزمجرا
فأوقفني المخبرون على الباب.. فسببتهم بأقذع السباب
وضربت أكبرهم فخر صريعا .. فإذا بهم يفرون جميعا
وانطلقت إلى باب التخشيبة .. وضربته بقبضتي الرهيبة
فإذا بهذا المخبر اللعين .. قد جمع رفاقه أجمعين
وأحضروا خرطوم المطافي .. يريدون قتلي وإتلافي
فلما بدأ الماء في الانطلاق .. أفقت فإذا أنا عند الحلاق
وأنا جالس على الأرض في إعياء .. وهو يصب على رأسي الماء
والناس من حولي يضحكون .. وهم من الضحك ميتون
فقالوا ماذا شربت ياهذا .. فقلت وتصبون علي الماء لماذا
فقالوا لقد رأيناك تسب الفران .. ثم سببت امرأة الجيران
ثم ضربت صبي الحلاق ضربة منكرة .. وانهلت على الباب تريد أن تكسره
فلما رأيناك أوسعت الباب ضربا .. صببنا عليك الماء صبا
فقلت لا .. !!! .. فقالوا هكذا والله .. فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله
وخرجت من عندهم ساخطا لاعنا .. وبصقت في وجه اللمبي وروشنة
-
* الإمة : ناصية الشارع عند الاسكندرانية .. أجدع ناس
* الباكتة : وحدة البانجو في السوق المحلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق